كثير من مستخدمي هواتف الاندرويد وخاصة الهواتف التي من شركة هواوي يتساءلون من القلق ما المشكلة بين هواوي وامريكا والى اين وصلوا وكيف سيتأثر هاتفي بتداعيات هذه المشكلة وماذا على ان افعل ؟ تابع معنا للتعرف على التفاصيل.
أولا: بداية المشكلة
ما الذي يعنيه حظر أمريكا للتعامل مع شركة هواوي ؟
ليست جوجل فقط
إن جوجل مجرد مشكلة طفيفة يا صديقي، إن المشكلة الأكبر هو حلفاء أمريكا في الأصل، و بعض الشركات الأخرى التي ستتبع خطة جوجل، مثل شركة Intel و شركة Western Digital الى جانب شركات أخرى مثل Qualcomm، فهذه الشركات في الأصل توفر قطع غيار لشركة هواوي من اجل تصنيع هواتفها و تصنيع حواسيبها كذلك، لكن شركات أخرى مثل Leica رفضت التعليق عن الأمر و من الواضح انها قد تدعم هواوي و ستزودها بقطع الغيار، تمتد المشكلة أكبر للشركات الغير الأمريكية التي ستود كسب رضى أمريكا و تنصاع لها و تتخذ نفس خطوة جوجل أيضا، و هنا المعضلة الأكبر لشركة هواوي، و ليست تطبيقات جوجل في حد ذاته.
ما الحلول الممكنة لشركة هواوي للخروج من الأزمة ؟
حتى لا تتعقد عليك الأمور كثيراً، شركة هواوي و أرباحها و ” البيزنس ” الخاص بها و إن كان له عتاد كبير لدى الشركات التي ستتخلى عنها، إلا انها لم تبني إمبراطوريتها بالإعتماد عليها، فلشركة هواوي العديد من الحلول، فقد خرجت الشركة أولا بتصريح مفاده انها ساهمت بشكل كبير في تطوير نظام الأندرويد، فنظام الأندرويد نظام مفتوح المصدر و لازال بإمكانها إستخدامه، لا ننسى ان لهواوي واجهة EMUI التي تختلف كثيرا عن الأندرويد بحد ذاته، و قالت هواوي انها ستعمل جاهدة مع جوجل لبناء شراكات لمحاولة حل هذه المشاكل بأقل التكاليف.
ما الوضع الحالي لمن يمتلك هاتف هواوي؟
كثرت الأقاويل والشائعات بأن كل مقتني هاتف هواوي سوف يفقدون المميزات التي تتمتع بها الأجهزة، ولن يستطيع أحد بيعه أو تغييره ولو بمقابل دولاراً واحداً.
كما كثرت الشائعات التي تخلص إلى أن نهاية هواتف هواوي هي سلة المهملات طال الوقت أم قصر.
والحقيقة أن كل الهواتف المصنعة لشركة هواوي بما فيها التي يتم عرضها حالياً بأماكن البيع، وحتى التي لم يتم تصنيعها ولكن لها قطع الغيار اللازمة بمخازن شركة هواوي لن تتأثر إطلاقاً بما يحدث الأن.
المشكلة تكمن في الأجهزة التي سيتم تصنيعها في المستقبل ولا يوجد بمخازن شركة هواوي قطع الغيار اللازمة لإكمال تصنيعها.
حيث لا بد من الحصول عليها من موردي الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبما أن الشركات الأمريكية قد حظرت التعامل مع هواوي فهنا تكمن المشكلة.
ما وضع الهواتف القادمة من شركة هواوي؟
كما قلنا من قبل فإن شركة هواوي لديها ثلاثة أشهر تستطيع فيها استخدام ما لديها من مخزون من الشرائح وقطع الغيار التي تعطيها الحق في تصنيع المزيد من الأجهزة.
وبعد هذه الفترة ستضطر الشركة إما لصناعة قطع غيار من إنتاجها الخاص للتغلب على المشكلة.
كما يمكن تنفيذ شراكات مع شركات أخري غير أمريكية مثل الشركات الكورية على سبيل المثال، أو تعتمد على أنظمة تشغيل مختلفة عن نظام الأندرويد.
وقد يحدث حلحلة في الوضع الحالي، ويتم الوصول إلى اتفاقات جديدة بين الشركات الأمريكية والصينية يتم بموجبها استمرار الشراكة بين هواوي الصينية وباقي الشركات الأمريكية.
كما يمكن أن يتم رجوع الولايات المتحدة عن قراراها بشكل منفرد حيث أنها ايضاً سوف يطال شركاتها الخسارة جراء تنفيذ هذه القرارات.
مشكلة هواوي وجوجل وحظر ترامب لهواوي “سلاح ذو حدين”
قال خبراء الصناعة إن تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظر شركات الاتصالات الصينية بشكل فعال من التعامل مع الشركات الأمريكية سيؤثر على كلا الدولتين وصناعة التكنولوجيا العالمية على حد سواء.
وقد تمت إضافة Huawei و ZTE إلى “قائمة الكيانات المحظورة” اعتبارًا من يوم الجمعة الماضي.
وتم منعها من شراء قطع غيار أو تكنولوجيا من موردين أمريكيين دون موافقة الحكومة.
حيث اعتبرت أن منتجاتها تعتبر أدوات محتملة للتجسس الصيني على الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما عرف بمشكلة هواوي وجوجل.
وسوف يتأثر كلاً من مصنعي المكونات الأمريكيين والبائعين الصينيين على حدٍ سواء، إنه بالتأكيد سلاح ذو حدين”.
منتجات هواوي أرخص سعراً
كما أن معدات Huawei 5G أرخص، لذلك فإن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم منتجات من بائعين آخرين، إلا أنها عادة ما تكون ذات تكلفة أعلى.
وتجدر الإشارة إلى أن المنتجين الرئيسيين الآخرين في هذا المجال من شركات “إريكسون ونوكيا” وهما ليستا من الشركات الأمريكية أيضًا، لكنهما لا يخضعان لنفس العقوبات.
فحالياً، العلاقة بين Huawei والبلدان في أوروبا مستقرة؛ ومع ذلك، فهناك احتمال أن ينضم المزيد من الدول إلى الولايات المتحدة.
وفي الوقت الراهن، لا يحتمل أن تحظر أي دولة أوروبية كبرى أخرى Huawei 5G، لأن حلول الجيل الخامس لها أرخص وأكثر تنافسية مقارنة بالمنتجين الآخرين”.
ما مدى أهمية هواوي في سباق 5G؟
تعتبر شركة هواوي من الشركات الصينية العملاقة في صناعة أجهزة الاتصالات، وبالنظر إلى خريطتها العالمية ومدي تغلغلها في الأسواق العالمية.
وندرك في لمح البصر مدي قوتها وتأثيرها في الأسواق العالمية، فلدي شركة هواوي 238 شريكًا عالميًا و57 شريكًا إقليميًا لشركة هواوي 5G.
وتتوقع أن يكون لديها مليون محطة أساسية على مستوى العالم بحلول عام 2020.
ووفقًا لمنصة معلومات السوق عبر الإنترنت” IPlytics”، تتصدر الشركة الصينية السباق في عدد المساهمات التقنية القياسية لأنظمة 5G التي تقدمها الشركة.
وقد حصلت شركة هواوي على 11423 براءة اختراع في عام 2018، تليها إريكسون بـ 10351، ونوكيا مع 6،878، وهما أكبرشركتان لصناعة المعدات.
وتقوم شركة هواوي باستثمار ما يقارب 15مليار دولار في البحث والتطوير سنويًا مما يجعلها في مقدمة التصنيف بين الخمس شركات الأوائل.
كما تتمتع بموقع استراتيجي واضح في سباق 5G، ولديها القدرة على إنتاج شرائح 5G، وجهاز توجيه 5G للأجهزة المحمولة وأجهزة توجيه لاسلكي.
ماذا يمكن أن تواجهه الشركات الأمريكية آبل وإنتل وكوالكوم بسبب الأزمة؟
إذا استمرت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، فإنها ستؤثر بالتأكيد على صناعة التكنولوجيا العالمية، وقد تتأثر أعمال Apple و Intelو Qualcommفي المستقبل خصوصاً في الصين، حيث إنها جميعها شركات أمريكية.
ومع ذلك، فإن بائعي الهواتف الذكية الصينيين يعتمدون على شرائح كوالكوم وإذا كانت الصين تحظر أو تزيد الضريبة على كوالكوم، فإنها ستؤذي الجاني الصيني أيضًا.
فإذا منعت الولايات المتحدة شركة Huawei من شراء مكون أو برامج من الشركات الأمريكية، فمن المؤكد أنه سيؤثر على أعمال Huawei العالمية ومن ثم يؤثر على الصناعة ككل أيضًا.
وقد أظهرت تقارير الصناعة أن شركة Huawei تنفق أكثر من 11 مليار دولار مقابل السلع والخدمات من الشركات الأمريكية كل عام.
أنظمة جديدة لهواتف شركة هواوي
وتشير بعض المصادر إلى أن Huawei قد طورت أنظمة التشغيل الخاصة بها لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية في حالة عدم توفر الأنظمة التي توفرها Microsoft و Google، وذلك حتي تتغلب على مشكلة هواوي وجوجل.
وتنتج شركة Huawei الفرعية – HiSilicon – وحدة المعالجة المركزية الخاصة بها وGPU لهواتفها الذكية بالإضافة إلى تطوير أنظمة التشغيل الخاصة بها لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
وفي حالة عدم توفر الأجهزة التي توفرها Microsoft وGoogle، فهل سيؤدي قرار ترامب الأحمق باستقلال الجانب الصيني عن الخدمات الأمريكية، أم ستنهار الصناعة الصينية وتصبح تحت رحمة الأمريكان؟ هذا ما يمكن أن تجيب عنه الأيام والأحداث القادمة.